المادة    
السؤال: إنني أدعو إلى الله، ولكنني أتعجل، ولا أدري كيف أتدرج مع المدعوين؟
الجواب: العجلة من بعد الإمكان ((خُلِقَ الْأِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ))[الأنبياء:37] وكانت هذه الخلة في الصحابة الكرام ولهذا قال لهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما جاءوه وهو متوسد في ظل الكعبة فتوسلوا إليه أن يدعو على قريش، فصار محمراً وجهه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخبرهم بأن الله سوف يمكن لهذا الدين، وقال: {ولكنكم قوم تستعجلون} إذا كان الصحابة يستعجلون، فأنا وأنت الأولى والأحرى أن نكون الأعجل بلا شك، فيجب علينا أن نضبط هذه العجلة وأن نجعلها تؤول للأناة والتؤدة والحكمة، وأن نكون ربانيين والربانية كما فسرها السلف الصالح قالوا: [[أن تربي الناس بصغار العلم قبل كباره]] أن تأخذ الناس قليلاً قليلاً.
أن تتدرج بهم، فإذا أردته أن يحافظ على الصلوات، وأن يترك أصحاب السوء، وأن يترك حلق اللحية، وسماع الغناء وكذا، وكذا دفعة واحدة، فهذا تكليف بما لا يطاق، وهذا الذي لا يمكن؛ بل هو المحال بعينه! لكن عليك أن تتدرج به وأن توجهه للأهم فالأهم، أول شيء توحيد الله -عز وجل- والإيمان به، المحافظة على الصلوات وهي التي بتركها يكون كافراً، ثم تجتهد معه قليلاً قليلاً، حتى يوفقك الله بإذنه إلى ما يسر الله لك؛ قد يصل الشخص إلى ما تريد، وقد يقف في الثلاثة أرباع، وقد يقف في النصف، والله تعالى يكتب الهداية كما يشاء، ويقسم رحمته على العباد بالهداية كما يقسم أرزاقهم بينهم، فهذا من حكمته سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وما عليك إلا أن تبذل الجهد بالحكمة والأناة والتروي.